Sunday, November 25, 2012

تري من يسكن البيت القديم؟




الستائر تهتز خلف نافذة ذلك البيت العتيق
علق الفضول جميع خيوطي علي مقبض تلك النافذة.....
شهور عديدة ...
الباب الموصد بإحكام لا يفتح إلا ساعة من الليل وساعة بالنهار
لا أحد يعبر خارجاً منه ولا زاحفاً إليه
أضع قدماي بالجوار وأتلصص...وأكسر بحدود النظر جدران ذلك البيت العتيق
دون صوت ...أو إشارة أو بادرة لنداء إستغاثة
...
أطوف وأطوف ....
أترك طعامي في منتصف الليل وأركض نحو النافذة لعلي ألمح ساكن البيت العتيق
......شهور تلك مرت وربما سنوات وأكلت الظنون كل فتات الموائد
أيقظني الليل .......
ودفعني دفعاً لأسقط من نافذة في الطابق السابع فأتعلق بأسوار ذلك البيت القديم
تسللت كقطة سوداء تلتحف خفة الليل وأرسلت نظرة الفضول المتأنية لأمسك ذلك الساكن المجهول
أتراه رجلاً يجلس بجوار النافذة منذ ألف عام ممدد الساق علي كرسيٍ مخملٍ وردي حوافة طعمها الزمن
!!
أري دخان سيجارة وأشم رائحة التبغ الفاخر لرجل إعتاد إجتياح البحر حتي قطعت قدميه
أرتدي ثوب الغراب وأطير حول البيت..
أقف علي نافذة أخري أتأمل تلك المرأة السمينة تمسك بأوارق حمراء تصب عليها اللعنات
الشرارة تشتعل بين السطور ..........
اتراها .. عمياء لا تشتم رائحة الدخان
.........أصير نملة
وأتسلل من تحت قدميها أضع يدي علي قلبي أسكت صوت طبول الفزع ..
فتات خبز جاف...وحلم بزخيره الشتاء.........
أرضية خشبية تفوح منها رائحة الماء وصوت خطواتها المسرعة تضع الأوراق تحت الفراش
.........ويعلو الدخان الفراش
أمتلئ ماء وأصير جرذاً....
أركض بجوار الحائط ....أفر من ثقب الباب القديم ...
أتسلق الجدار.........أختبئ خلف إحدي الكتب ...ربما قصيدة شعرية
وألم ذيلي إلي جواري....
أنصت لعزف الكمان..... من يانعة شقراء حملت في عينيها الخضراوين
أحلام لن تبصرها الحياة .......
يتسلل من خلفها ظلاً ليترك بصمة علي الجدار تؤلم مدي الدهر ... ولن تمحي
صرخة مفاجئة تجمد أوصالي.. فأركض من حائط إلي حائط وأصدم بجميع الكراسي
أبحث عن نافذة .... باب .....ثقب في الحائط
رجال يرتدون ملابس متسخة ملطخة بالألوان....
متعلقون علي سلالم خشبية تستند إلي حوائط مرتفعة
أتخبط في دلاء ملونة....
والتصق بغراء شديد اللزوجة
.....
أشعه الشمس تعميني بلا رحمة
....
وأيادي ممتده ترفعني من علي الأرض
أعتذر..... عفواً..... أووه ... سا محوني
....
فقد سكبت ودون قصد علبة الطلاء
...!!

No comments:

Post a Comment