Saturday, September 20, 2014

ابتسامة أخيرة معلقة على صورة خاوية

كيف تفعل ابتسامة كهذه ؟
كيف ان تفعلها ؟
كيف ترحل فجأة و تتركها لي معلقة  بمسمار وحيد على لوحة زرقاء فارغة !
كيف ان ؟
كيف لي ان الومك و اعلق حبلاً حول رقبتك؟
و هل يجب ان اغزل لك حبلاً حريراً كرقة روحك المتبصرة؟
كيف و أن!؟
اخبرني؟
هل يجوز مزج الطيب بالعطور؟
اجب الآن !؟
هل ذاك الذي يحيك في صدرك ندم على بر انفقته مما تحب لمن تحب !؟
هل نحن بؤساء يا عزيزي؟
ملائكة ؟
هل تنافسنى على ألوهية ما ؟
تواضع ما ؟
لست تشبهنى البتة ..
اليس كذلك؟
لست اجمل .. او  اقبح
لسنا من نفس العالم 
اليس كذلك ؟
لن تغفر لي ابداً انى لم استدل عليك ؟
لن تغفر انى لست امية بما يكفي ... لأقرأ !
اليس كذلك؟
كما لن اغفر لك لك ابداً انك تشبهنى كثيراً .. 
كثيراً
كثيرا!

Monday, August 4, 2014

الوعي بين المعرفة العقلية و الإدراك القلبي



المعرفة عقلية 
و الإدراك قلبي 
و ليست المعرفة كالإدراك
بل سبق الإدراك المعرفة 
و من ينكر الإدراك القلبي كمن ينكر المعرفة العقلية
كلامها يعطل لغة لجهله بمفرداتها 
و المعرفة و الإدراك متلازمة تكاملية في الوعي الإنساني
فلقد غاب او غيّب عمداً عن الكثيرين انه هناك آداتان و ليست واحدة للوعي

اسقاط احدهما يسبب عوار فكري 
و الفهم السليم لمنظومة الوعي هو الاساس لأي بناء نفسي او حضاري
و إلا فما بني على باطل فهو باطل و لو بعد حين

و مع ذلك اتفهم تماماً تراجع الإدراك القلبي لحساب المعرفة العقلية في مجتمعات اصبحت مغرقة في المادية 
و اتفهم ايضاً تعتيم المجتمعات المادية على الطاقة البنائية للمدركات القلبية و تسفيهها
 و صبغها بصبغة رومانسية ساذجة لا تمت للقلب بصلة !
و كأن القلب يعني شمعة ووردة و شجرة عصافير !
او  صبغة مادية حسية و كأن القلب ليس إلا مضخة للدم !
مع انه بنفس المنطق فالعقل مجموعة من الأعصاب و الشرايين متجمعة في كتلة واحدة !
و ذلك بدوافع اقتصادية استهلاكية بحتة
لخدمة الصراع الأزلي في البقاء على حساب الآخر
فليس هناك اشد خطورة من مجتمع قادر على تعريف مدركاته و احتياجاته الأساسية و الإستغناء عن ما لا يلزمه .. بشئ من التعويض الروحي
و هنا اتفهم ايضاً استغلال الأديان او تشويهها على السواء !
و هي غذاء الجانب الروحي و تحويلها من طاقة للمحبة و السمو و التسامح لإحدي حلبات الصراع الدموي
بدعوي كاذبة لخدمة اله غنى عن العالمين !

و تراجع المعرفة العقلية 
هو ما يعطل الإدراك القلبي و يقذف بطاقة النور نحو التطرف او الخرافات
و العقل هو اداة التعريف و الاستدلال و القدرة المنظمة للطاقة البنائية 
و هو المسئول عن صياغة المنتج النهائي و تطويره بإستمرار 
بل و صياغته بأشكال مختلفة حسب متطلبات الحياة و البناء

 و المعنى متقارب جداً بين الإدراك و المعرفة 
لكن استند على حاجتين في التفريق بين الإدراك و المعرفة :
اولهما 
المعنى يعرف بضده
و ضد الإدراك الجهل
انما ضد المعرفة الإنكار
(معرفة و نكرة)
و القلب لا ينكر حق !
تانى حاجة غريبة شوية بس هي ممكن نقول جفرافية 
الإدراك من درك و هو اعمق الشئ او اسفله
(الدرك الأسفل من النار) 
و المعرفة اشتق منها عرف الديك و هو اعلاه و ما عرف به 
و الله اعلم ..

Tuesday, March 18, 2014

العين المصرية و فساد البصيرة


في متاهة طويلة الامد يبحث فيها المصريون عن هويتهم الضائعة و حالة من التخبط الامحدود بين العولمة و الذاتية 
كان هناك صامتاً يتأمل دون صوت او غناء او تمايل على ايقاع صاخب .. 
بإصرار لا تزعزعه ريح رغم انفه التى كسرها المحتلون 
أبو الهول اعظم نحت في التاريخ ..

هكذا اعتدنا نحن المصريون ان نوثق حضارتنا القديمة و نحفظها من كوارث الطامعين
تلك الحضارة التى حفظت في اللغة التى ما زالت تحيا مفرادتها في عامية تتطور يومياً !
ليست مصادفة على الاطلاق ان يكون الرسم هو مفردات اصول هذه اللغة
فترتبط الصورة بالصوت للابد بل و يظل قابلاً للتمدد و الاضافة 
ليست مصادفة علي الاطلاق ان يحفظ العلم علي جدران اقدم حضارة معمارية يسجلها 
التاريخ
دائما ما سبقت الفنون العلوم فهو هبة ( الاستبصار و الاتصال مع جوهر الاشياء في
, ( نفس الآن
و العين و الأذن بابان الي الفؤاد فإن فسد مدخلهما مال القلب لاستحسان القبيح فيعتاده و لا ينكره 
 فيفقد تدريجياً ذاكرة الجمال الفطرية التى حملها من منشئة الاول ... الجنة 
و بفساد ذاكرة الجمال تفسد المعايير جميعاً فنفقد القدرة على تشيين القبيح من الفعل او القول 
و نفقد الضمير الحاكم فتختلط مفردات القبح و الجمال حتى ننحدر لتبنى نظريات تخليقية 
 عن جماليات القبح 
فنقره واقعاً !
 ككومة من المخلفات تظهر فجأة علي قارعة الطريق ثم تتزايد  تدريجياً
 تثير اشمئزازاً يقل عكسياً مع تزايد  كم القذارة 
حتى يصبح المرور من خلال القذارة آلية يومية لا تحرك امتعاض !!

الكارثة الأم هي ما حدث للمصريين لفصلهم عن اصول اللغة التى هى في
 الاصل تشكيلية
 فتصبح الفنون البصرية رفاهية 
و اللغة البصرية لغة ميتة لا تكتب و لا تقرأ عند عامة الشعب لا يتعدى استخدامها الفعلي الميديا و المطبوعات
فينفصل التشكيليون عن المجتمع المصري و يتكومون في مجتمعات مغلقة يتعامل معهم كمجاذيب 
مسفهين الآراء
يجترون اضطراباتهم النفسية التى احدثتها العزلة المجتمعية 
لا تتعدى صلاحياتهم العقلية ان يوصفوا بالمجانين !
و تمنح القدوة في الفنون و معايير الجمال الي طبقات بذيئة من العاهرات و القوادين 
تتوج السفة و الدونية و القيم الجمالية السيليكونية تاج للنجومية .. فيتبعهم القطيع
.فنضيف الى فساد الذوق فساد السلوك

دائماً ما كانت الصورة الثابتة او المتحركة هي صاحبة التأثير الاكبر علي الانسان 
لا عجب وأن العين تلك الجزئية الانسانية هي الاجمل علي الاطلاق في الكائن البشري 
و الأقوى تأثيراً و هي معيار الجمال الأول , و صاحبة الانطباع الاول او لاسميها القراءة الأولى
 و هى مرآة الروح و هي بالمصادفة ..
 ايضاً غير قابلة .. للمس !!

و هنا اجدني اقفز لمقارنة بسيطة انهيها و اعود :بين الانسان و البشري
البشري بإحتياجاته المادية كالأكل و الشرب و الجنس 
و الانسان بإحتياجاته الروحية كالحب و العلم و الفن و الترقي
و تتدخل العلوم الوضعية لتطوير حلول للاحتياجات المادية 
هي في نفس الوقت تسويق لفكر استهلاكي بحت بإدعاء خدمة البشرية !
  و يتطاول الهادمون بمعاولهم لتشوية مصادر الطاقة الانسانية كتشوية الدين كفكرة على  ,سبيل المثال
و القضاء على طاقة التفرد الابداعي بالتدخل في تفاصيل الحياة اليومية 
لفرض جماليات بديلة مستوردة في المأكل و المسكن و الملبس و التلاعب بها اقتصادياً تحت مسمى الموضة !!
فنسكن بيوتاً على الطراز الفرنسي و نستهلك بضاعات صينية بينما نرتدي الجينز الامريكي المقطع في نفس ذات الوقت !
و يتحول الشعر المصري حالك السواد الى رؤس شقراء بقدرة قادر 
و العيون العسلية المصرية الفاتنة الى عدسات خضراء و زرقاء مرعبة !
او تتحول رأس الفتاة المصرية الى سبعة طبقات و أستك من الأقمشة الفوسفورية اللامعة 
و لا نستنكر !
لا اتحدث الآن عن قيم اخلاقية او دينية قد تختلف من طبقة لآخرى فما يهمنى القيم الجمالية 
و الذوق العام .

نعود مرة اخرى للصورة:
كانت السينما المصرية حتى اواخر الستينات هى القوى الناعمة للدولة المصرية و كان المثال المصري هو النموذج .
التقطت امريكا نفس السلاح المؤثر فصنعت هوليوود النموذج الجديد للوهم الامريكي و
 الصورة الذهنية التى ترغب فى تصديرها للعالم فما زلت اقول ان أمريكا هي دولة الإيهام الاولى 

بما انى مشعوذة و مجنونة و لا استحي من هذا ..
فأنا اري ان الطريق الى استعادة الهوية المصرية لابد ان يبدأ من الاتساق مع اللغة الأم ,
((التشكيل))
, و ان نتذكر اننا حضارة بصرية في الاساس قامت على العمارة و النحت و الرسم 
وثقت بالصورة فصنعت آداب ثم علوم لأن الفكر وقود العلم و الصورة وقود الخيال الذي يصنع الفكر 
و الفن , الفكر , العلم ) هو سلم الترقي في الحضارات الانسانية من ملكه ملك العالم و
 التاريخ المصري القديم أجل دليل علي ذلك

اللغة البصرية للقراءة و ليست للفرجة فمتى نتعلم جميعاً أن نقرأ بأعيينا مرة أخرى ؟

مازلنا نبحث عن مفتاح السر و نحن شعب لغته الاصلية ... رسم !!