Monday, June 17, 2013

تشويش فى الارسال


هل كانت تلك المكالمة الهاتفية الطويلة التى لم اعيي منها نتيجة مربحة بهذا القدر من الاهمية بدرجة تجعلنى اخرج منتفضة الى الشرفة ابحث عن ارسال واضح للاستقبال؟
اذكر انى عندما لفحنى هواء الصيف الساخن على شاطئ البحر وانا فى مواجهه ذلك القصر قديم الطراز حديث العهد الذى انتصب امامي بقبواته الذهبية ممدداً بجبروت على رمال الشاطئ 
التفت ابحث عن مصدر ذلك الصوت المرتفع لموسيقى حسنة الذوق تصورت انه ابنى الكبير يستمع بمكبرات للصوت وكنت انوي ان ارفع طبقات صوتى للحد الاقصى حتى ينتبه فيخفض الصوت قليلاً الا انى عندما فتحت باب الغرفة وجدت امي تخرج من باب المطبخ تناوله طبقاً فيه طعام للغداء اخذه منها وبدأ فى التهامه سريعاً ادرت وجهى فحرارة الصيف تجعلنى لا اطيق رائحة الطعام !
مازلت احمل المحمول و احاول بكل تركيز ان اجمع خيوط المكالمة التى اصبحت افقد معظمها بتأثير من الضجيج و تشويش الارسال ..
سرت فى الممر الحجري الممهد بين الرمال اقترب من ساحة القصر الذى لا ادري لم اصبحت اسكنه فجأة من الداخل كان طرازه اقرب لجامع من العهد الاموي شديد النظافة جدرانه لامعة كانها طليت بالامس و اصبحت قادرة على تحديد مصدر الصوت انه فى قاعه فى اخر الساحة , المكان شديد الاناقة وانا ارتدي شبشب حمام على ثوب فضفاض فشعرت ببعض الارتباك بينما كنت افتح الباب على يمينى تتبعاً لمصدر الصوت كانت غرفة صغيرة بنافذة واحدة مشمسة و فراش غير مرتب لفرد واحد امامه على الحائط بجوار النافذة تيلفيزيون معلق يبث فيلم غنائي ستينى الحقبة ..
اغلقت الباب و صعدت درجتين او ثلاث ناحية الباب الكبير كان موارباً بعض الشئ و صوت الموسيقى مرتفعاً .. دخلت دون تردد بثقة شخص يتحرك داخل منزله كان العازف الوحيد يجلس امام البيانو يرتدى بدلة رمادية و ربطة عنق عريضة منهمك فى العزف , بجواره وقف رجل نحيف رمادى الشعر اجعده يرتدى ايضاً بدلة من نفس النوع مما اشعرنى بحرارة الصيف بدرجة مضاعفة كان يحمل كيس ورقى ممتلئ بالارز الني يأكل منه بأناقة تتناسب مع المكان ولا تناسب الموقف .. سألته بينما كان المحمول ما يزال على اذنى , هل يمكنك ان تخفض الصوت قليلاً ؟
نعم انا اسكن هنا !
لأ لست من افراد القصر و لا اعمل به , الا انى اسكن هنا بالفعل !
و استدرت خارجة بعد ان وعدنى بأدب جم انه سوف يخفض الصوت ,
كنت ارد بنعم .. ايوة .. اسمعك جيداً رغم ان اغلب الحديث كنت احزره صدفة !
خرجت من القاعه الكنسية الروح كان باب  الغرفة الصغيرة مفتوحاً .. بدت انها دعوة لى بالدخول و كان الفراش مرتب و مازال ذلك الفيلم يعرض اغنية احبها كثيراً 
شعرت بشمس الظهيرة تنكسر و تتطفلت نسمة عصاري من النافذة و الحت علي رغبة شديدة فى النوم لا ادري ان كانت هذة الغرفة هى استراحة لمدرب العزف ام غرفة الحارس ام انشأت من اجلي خصيصاً لاغفو بها ساعة ؟
كان الفراش بارداً و تحولت الاغنية الى استعراض راقص,
 سقط المحمول من يدي و انا اتمتم  .. نعم نعم اسمعك جيداً
استيقظت بعد ما يقرب من الساعة لابحث عن فردة الشبشب التى سقطت من قدمي بين الفراش و الحائط و مفاتيحى و الشخص الاخر على الخط ما زال يتحدث بحنقة شديدة 
خرجت مسرعة من الغرفة ابحث عن ارسال واضح, كنت اضع فردة الشبشب على اذني و المحمول فى اليد الأخرى واردد نعم .. نعم اسمعك جيدا! !

Saturday, February 23, 2013

هى .... ايضاً



هذه المرة كنت انتظرها و وعندما عادت استقبلتها بهدوء و سمحت لها ان تجلس بجوار نافذتى حدثتها عن عام مضى و حدثتنى عن ايام الوحدة لك تكن تستر وجهها بخمار كالعادة كانت نظراتها حزينة وان بدت متفهمة وتواعدنا على ان اصطحبها فى جولة بحرية حول العالم ربما تستغرق عاماً آخر .. ابتسمت ووعدت بالرحيل بمجرد ان نعود معاً ... الى وطن

Tuesday, February 19, 2013

هى وانا



كنت احترف ان اخفى عنها ما علمته مسبقاً كنت اعرف انى لن احتمل المفاجأة , كتبت لها خطابات مطولة ومزقتها جميعاً قبل ان تقرأها كنت اعرف مدى رقتها ورهافة استيعابها وكانت تنام على كتفى كل ليلة عندما يجهدها البكاء .. 
كانت صغيرة اضعف من ان تحتمل اشواك الحقيقة فكنت اجزع لجزعها 
كنت اضع لها السم فى اللبن وامزجه بقليل من العسل 
كانت تكره طعم العسل وكنت اجبرها بحب على تناوله واحدثها مطولاً عن فوائد العسل وكانت تشربه متأففه 
اذكر انى لم انهرها ابداً على تأأففها و تركت لها مساحة واسعة للبكاء كلما اشتد عليها الألم,
اشهد انى كنت الأكثر رأفة و تعاطفاً مع آلامها 
لم اتوقع ابداً ان تفعل ما فعلت بعد اعوام من الترفق رفضت ان تلفظ السم الذى تجرعته واصرت على ان تحتفظ به لنفسها بل ... وسكبت اللبن على فراشى بينما كنت استحم فى البركة ..
كانت الارق والاجمل ... حتى فى تلك اللحظة التى سجيتها فيها وسحبت على وجهها الغطاء .. اذكر انه كان ابيض بلون وجنتيها

Wednesday, February 6, 2013

هي



جاءت متنكرة ...
ترتدى ثياب ملونة 
لم اعرفها للوهلة الاولى فقد مرت ثلاث اعوام منذ التقيها آخر مرة
عرضت عليها ان تجلس فى الصالون الا انها كانت تنظر فى مكان آخر ..
ناورتنى بينما كنت اجهز الشاى فوجدتها تحوم حول مقعدى بجوار النافذة
كشفت عن وجهها ...
كانت لها نفس العينين الحجريتين القديمتين
الا انهما اصابهما بعض الشقوق 
وعندما تيقَنت انى عرفتها 
خلَعت معطفها المزركش 
وجلست على المقعد ساق فوق ساق ...
لم اعرف هل كنت اريدها ان تغادر حقاً .. ام لا !!

    Saturday, February 2, 2013

    دمية المقاتل



    كنت اضع سيفى بجوار رقبتها .. كل ليلة 
    وكانت تسهر وعينيها الزجاجية تتقلب بينه وبينى
    كنت اميل كلما آلمنى الارق اجذبها من زراعها واحتضنها بشدة
    كانت تألم من قوة ذراعى .. وكنت اغرق فى النوم حين اشعر بدموعها المحتبسة 
    وكنت استيقظ .. صباحاً .. بل صباحات 
    اجذبها من شعرها الأشقر الطويل والقي بها خارج الفراش
    وادوسها فى طريقى 
    وعندما اعد قهوتى كنت اتعمد ان اضغط بقدمى على اصابعها الطويلة 
    وكانت تتألم !
    كنت انظر اليها بينما ارتدى بزة الحرب وهى تقلب عينيها الى بشغف
    كنت اعلم انها سوف تنتظرنى حتى اعود .. سيفى غارق فى الدماء الجافة 
    وسوف تقبلنى شوقاً بشفتيها البلاستيكية 
    كنت اجلس على كرسي الذهبي .. احكى لها عن آخر انتصاراتى والمح الفخر فى عينيها 
    و احياناً اكافأها على حسن انصاتها واجلسها على رجلي اداعب ضفيرتها المعقودة 
    وعندما اخرج ليلاً اتفقد قطيع الذئاب  كنت اتركها بجوار النافذة تراقب الطريق وتنتظر 
    كانت تنتظر ليلة .. ليلتين .. ليالي 
    وكنت اعود اعاقبها على غفوتها واحلامها بالسكينة
    طلبت منى ذات ليلة بينما كنت احادث القمر ان انطقها لتبوح لى بحبها 
    وعذاباتها فى انتظار عودتى من صولاتى ..
    وطلبت منى فى ليلة اخرى ان اتحسس اطرافها الباردة لعلها تعرف دفئ البشر
    كنت المح شوقها للطعام و لتذوق الماء و النبيذ 
    و شغفها للسباحة وركوب الخيل 
    وكفارس نبيل حملتها ذات صباح فى جولة فوق جثث الضحايا فى ثوب حريري طويل مزخرف بالذهب 
    كانت سعيدة تضحك بصوت مرتفع و تطالعنى بعينيها الزرقاء الزجاجية ورموشها الطويلة بكل الفخر 
    كنت اجود عليها بنفسي وفرسي وسيفى 
    حتى انى شحذته نهاراً كاملاً قبل ان اجود على رقبتها الطويلة بضربة تليق .... بي !



    Thursday, January 17, 2013

    عن اللغه




    قريبا سوف تحدث طفرة لغوية , فالالفاظ لم تعد تحمل نفس المدلولات عند غالبية مستخدميها اما لاستبدالها جهلاً او لانفصالها عن دوافعها الحقيقية , ما يزال الاغتراب يتمدد حتى تصبح الغربة موطن , سيكون شهداء الثورة القادمة الاكثر انسانية والاطلق فكراً ... كالعادة !

    ثمره جوز الهند و البحيره المقدسه



    عندما حاول القرد ان يلقى ثمره جوز الهند لرفيقه سقطت بفعل الريح وكاد القرد نفسه ان يهوي ويفقد اتزانه الا انه تشبث باوراق الشجره العريضه في حركه قرداتي رشيقه .. لن تنسى ثمره جوز الهند اول صدمه ارتطام لها بالارض وخاصه في ذلك اليوم العاصف الممطر ... البحيره المقدسه علي الطرف الاخر من الغابة !