Friday, June 21, 2013

الثورة المصرية ... تكهنات و شعوذة

خدونى على قد عقلى شوية ما يجراش حاجه يعنى .. !!

و ... بعد ان نجحت ثورة 25 يناير المجيدة فى تحقيق اهدافها و هى كالتالى

1 - انهاء حكم مبارك الذى انحدر بعد ان استمر قرابة الثلاثين عاماً
2 - القضاء على فكرة التوريث التى لا تروق لحماة الامن القومي
3 - تحجيم التيار الدينى المتشدد بشقيه الاخوانى والسلفي والذى وصل مرحلة من التمدد تهدد بالخطر بدرجة لم تعد تجدي معها السجون او سيطرة امن الدولة.
4 - القضاء على العملاء و المأجورين ممن يسمون مجازاً بالنشطاء السياسين من غير ذوى التخصص و الذين اصبحوا شوكة فى ظهر الوطن بعد ان ينتهى دورهم.
5 -ضرب مخطط الفوضى الخلاقة و مناورة خريطة الشرق الاوسط الجديد 
6 - اعلان مبررات منطقية لاعادة صياغة العلاقات الخارجية مع غزة و اسرائيل التى اصبحت تشكل خطراً على الامن الداخلى وعلى القضية الفلسطينية فى نفس الوقت 
و انشاء تحالفات عربية جديدة .
7 - التخلص من الازمة الاقتصادية المتوقع ظهورها بأقل الخسائر الممكنة .

و بما انى غير متخصصة فبرجاء قراءة ما كتبه احد الاصدقاء عن بشائر الازمة الاقتصادية :

كل الذين يبكون على ايام مبارك وكيف كنا نعيش بدون ازمات سولار ودولار وامن وخلافة احب ان اقول لهم ان مصر منذ عام 1995 تحولت الى شركة توظيف اموال تقترض فى شكل اذون 

خزانة وتسدد الاذون فى استحقاقها باصدار اذون جديدة تغطة الاذون القديمة بفوائدها وكان المقابل لصمت العالم على هذا التدهور المستمر عملية نهب منظمة لاصول الدولة واراضيها 

بارخص الاسعار ومع شدة الازمة الاقتصادية فى 2008 كان الجميع متاكد ان الانفجار قادم فالاصول تم نهبها بالكامل ولكن كان الجميع لا يستطيع تحديد موعد الانفجار حتى ان محمد فوزى 

رئيس وزراء مصر السابق والذى توفى فى 2009 كان يصف الوضع فى مصر بالون فى انتظار شكت الدبوس لينكمش وتقع الفوضى ولذلك بدءت الدولة التحول الى دولة ضريبية بداية من 2008 

لتعويض العجز فى شراء اذون الخزانة وكانت نتيجة ذلك تضخم الدين العام والذى اصبح ياكل اكثر من 38% من الدخل القومى وهو معدل خطر وهنا تمخض الجبل وولد فار صغير باسم 

مشروع الصكوك بضمان املاك الدولة التى اصبح لا يبقى فيها الا قناة السويس ونهر النيل وبحيرة ناصر وبعض شركات قطاع الاعمال الخاسرة والمرافق العامة والتامين الصحى وكان التردد فى 

اصدار الصكوك حتى قامت الثورة فى 25 يناير وعندما قامت الثورة لم تكن المفاجأه ثورة الشعب ولكن كانت المفاجأة فى سرعة انهيار السلطة الحاكمة ويرجع ذلك لانها هى كسلطة كانت 

متوقعة حدوث ذلك فالازمة الاقتصادية كانت على الابواب وكانت ستاكل اليابس الذى تبقى فى مصر فالاخضر اكله الاقطاع العالمى اما رجال الاعمال المصريين وجمعية المنتفعين فما هم الا 

شعيرات دموية دقيقة تغذى الشريان الرئيسى المتمثل فى الاقطاع العالمى وهذا الاقطاع متمثل فى 500 شركة متعددة الجنسيات فمثلا رئيس منظمة الفاو فى كتابه الصادر سنة 2008 الاقطاع 

الجديد ملوك ورؤساء وحكومات فى خدمة الاقطاع يتحدث عن دور السلطة فى مصر فى تمكين هذه الشركات من نهب ثروات مصر بعبارة فى صفحة 60 من الكتاب ويقول " فى حياتى لم اقابل 

رجل خان شعبه وامانته مثل الرئيس محمد حسنى مبارك ولم اجد حكومة فاسدة بحجم فساد الحكومة المصرية "
ايها السادة مبارك مات اكلينيكين فى عام 2008 وكان ينتظر رصاصة الرحمة ......  
.....(منقول .. ياسر الجوهري 
اسمحولى لى ان اكمل من هنا ...
و هو بالظبط ما عانى منه الشعب المصري ابان حكم الاخوان القصير !
اذن كان لابد من افلات غطاء حلة البخار قليلاً لتنفيس الاحتقان الشعبي و ضرب عصفورين بحجر ,
دعونا نراجع بعض الاحداث طبقاً لقدرتى الضعيفة على الرصد ..
اشتد وتد منظمات حقوق الانسان و ظهرت موضة النشطاء السياسيين و التدريبات التى تلقوها فى صربيا منذ تقريباً 2006 و كان هذا تحت سمع وبصر المخابرات المصرية
مخطط الفوضى الخلاقة لم يكن سراً و اشتد الغرور بامريكا لدرجة تصورت انه لا مجال لردعه و خصوصا بعد نجاحها فى تفتييت الجيش العراقى و التخلص من صدام
طبعا كانت النية مبيتة لفك اكبر الجيوش العربية فى المنطقة واعنى مصر وسوريا و التخلص من القذافى ايضاً لتضع يدها على كنز من كنوز البترول العربي و هذا لا يحتاج الكثير من الذكاء ,
الاعلام  متعدد الاوجه كان سلاح لتهييج الثورة فى مواقف شبة قضية خالد سعيد التى مر على المجتمع المصري المئات منها سابقاً مرور الكرام ! 
كانت اهداف الثورة 25/1/2011 المعلنة تتضمن شعارات تضمن حشد الجموع و تبدو عادلة و مثالية و حق لكل فرد و التى صاغها النشطاء الذين تدربو مسبقاً لتنفيذ خطة كوندليزا رايس 

ولم يكن احد اهدافها المعلنة حين ذاك ((يسقط حكم العسكر )) الذي تجلى لاحقاً ,لان اعلان هذا الهدف الرئيسي كان كفيلاً بفض الجموع ! و الذى تم تلفيق حادثة ماسبيرو لتوريط الجيش 

و بدأ الدعوة لسقوط العسكر الذي لا يمثلة فى مصر سوى الجيش بالطبع بعد ضرب الشرطة ضربه موجعه خلال الاحداث الينايرة النجلاء .
قبل ان استرسل لابد من ان اسأل سؤال هام للغاية .. من اعطى الثورة المصرية الشرعية و رفعها من مجرد انتفاضة لرتبة ثورة شعبية ؟؟؟
حسب ما اذكر ان الشعب المصري تمدد و شعر بالامان بعد البيان الاول للقوات المسلحة والتى اعلنت فيها موقفها الواضح بدعم الشعب وانها لن تقف ابداً فى مواجهه مع الشعب المصري و 

انه هو الشرعية الوحيدة و صاحب القرار مما اعطى الضوء الاخضر للجموع و انتشر الاحساس بالقوة فنام المتظاهرون تحت حماية الدبابات و التقطوا الصور الفتوغرافيا مرفوع عليها علامات
النصر !

 وكانت تلك هى الخطوة الاولى فى احتواء الازمة ,
مما زاد من توتر ماما امريكا الحنون ..فصرح اوباما علنا ان مبارك لابد ان يتنازل عن الحكم نزولا على رغبة الشعب الذي يستحق الديموقراطية اللى علمنهاله فى ورش منظمات حقوق 
البدنجان !

 و هنا تحقق الهدف الاول و الثانى من الثورة , حلو ؟
اثناء فترة ادارة المجلس العسكري للبلاد ازدهرت الدعاية لسقوط حكم العسكر و تم افتعال بعض الاحداث المهيجة للمشاعر مثل حادثة الفتاة ذات العباية السوداء ام كباسين التى يسحلها الجنود 
و تم استفزاز قوات الجيش لاقصى درجة بالاستعانه على يد 6 ابريل و النشطاء الذين ابدعوا فى اداء دورهم الذى تدربوا من اجله لتسجيل ابسط الزلات و ردود الفعل من الجنود و الضباط 

للترويج لسقوط العسكر بين قوسين (الجيش ) و انتشر الحديث عن الفصل بين الجيش وقياداته ! استغلال لقلة فهم عامة الشعب عن قدسية الاوامر داخل المنظومة العسكرية !
و التخويف من محاولة الجيش الاستيلاء على السلطة و فى نفس الفترة نشأ مصطلح الفلول الذى ابدعه الاخوان المسلمون لوصم كل من يرفض الانجراف فى تيار الثورة و بداية تقسيم الشعب 

الى فلول و ثوار ,(حاجه كده عبيطة لا تتجاوز تقسيم الشعب بين اهلى وزمالك ) المهم ان المستفيد الوحيد منها هم جماعة الاخوان التى لم يكن يخفى على اقل متتبع للوضع فى المجتمع 

المصري انهم الفصيل الوحيد المستعد للقفز على السلطة فى حالة سقوط مبارك و بالتالى لم يكن خافياً ايضاً على حماة الامن القومى و هذا ما اشار اليه مبارك فى خطابه الاخير ! ومع ذلك ...
فقد تمت الانتخابات المصرية بمنتهى الروعة و تحت حماية الجيش و الشرطة معاً و حدث فى الاعادة ان صعد الى التصفيات القوتين الوحيدتين الذين يؤثرون فى عقيدة المصريون منذ قديم 

الازل ( ممثل عن الاسلامين , وممثل عن الجيش ) و بما ان الدعوة الى سقوط حكم العسكر و التخويف من استيلاء المجلس العسكري على السلطة كانت فى اوجها فقد كانت اذكى حركة قام 

بها المشير طنطاوى ليختم بها خدمته الطويلة للوطن هى حرق هذا الكارت و تسليم الاسلاميين للمصريين على يد اراجوز معوق غير قادر على القيام بجلسة تنظيف لاسنانه قبل ان يصبح 

رئيس لاكبر دولة فى المنطقة العربية ,بعد ان تم استبعاد الشاطر و ابو اسماعيل بالثعلب عمر سليمان عليه رحمة الله حياً او ميتاً .
ليتسلموا دولة قادمة على سقطة اقتصادية فادحة و فى حالة ثورية عارمة دون ان يكون لديهم خبرة حقيقة فى الحكم او فى ادارة مفاصل الدولة البيوقراطية المعقدة او التعامل مع الازمات 

الداخلية او العلاقات الخارجية الخ ... و بالتالى فلن يكون سوى عبد مطيع يأتمر بأمر من يعرفهم و يثق بهم ( الجماعة و ماما امريكا التى ايدت صعودهم للسلطة كبديل متاح لتنفيذ 

مصالحها ) هو ما يؤذن بسقوط سريع مدوى ورفض شعبي للتيار الاسلامى بشقية و اقصاء كل من تورط فى الدعاية لهم بعد ان اثبتوا فشلهم !
بكده يبقى الهدف 3 ,4 ,5 من اهداف الثورة المجيدة ...... تحقق .
طيب ..
و علشان ما اطولش عليكو لانى بزهق بسرعة ,
و كما شاهدنا جميعاً ما حدث لحماس من غلق للانفاق واعلان موقف سياسي جديد من غزة بشكل لم نكن نجرؤ على تحقيقه دون مساندة دولية وشعبية جارفة رغم ازياد الخطر الذى 

اصبحت تشكله حماس على مصر والقضية الفلسطينية عموما ً الذى يعلم به المختصين اكثر منى مما سيؤدى حتماً لتغيير فى علاقاتنا الديبلوماسية معهم و الحفاظ على الحدود المصرية بعيد 

عن تهديد المستوطنات , وفى نفس الوقت الذى اتصور بخيالى فقط و دون ادنى دليل على اقوالى ان مصر العميقة تدعم بشار سوريا سراً و ان سقوط سوريا هو نجاح للمخطط الشرق اوسطى 

الشيطانى الجديد .. 
((الهدف 6))


و لو افترضنا ان اللى حضر العفريت هو اللى حيعرف ازاى يصرفه فيدهشنى ظهور رجل مثل توفيق عكاشة الذى لم يخفى على صفحته على الفيس بوك انه ظابط مخابرات سابق و الذى اثار فى البداية ضجة قوية ضده من الاوساط الثقافية التى استهجنت طريقته (البلدى ) فى الحوار و التى كانت على الجانب الاخر تنشأ له شعبية عارمة توازى بل تتفوق على ارضية الاخوان فى الشارع و بدون رشاوي و زيت وسكر ! بدرجة تؤهله فى لحظة ما لتحريك الجموع ووضع خريطة لحركة الثورة المدنية و ربما ... الخروج من عنق الزجاجة !

بما انى خيالية وحساسة وخيالى مركب نفاثة و مافيش على الخيال قيود فسوف استرسل
 فى تكهناتى ( محدش له عندى حاجه)
فانا اتوقع تغيير خريطة الشرق الاوسط فعلا بل وتغيير موازين القوى فى العالم فبإعلان بوتين دعم سوريا و تسفيه مورسي استشف ان امريكا كقوة عظمى يوشك نجمها على الافول ليميل 

ميزان القوة ناحية روسيا الاثقل حضارياً و سوف تبزغ شمس وحدة جديدة بين مصر و سوريا لن تثمر الا بقيام العراق مرة اخري ليعود مثلث القوة ليسحب البساط من تحت الاتحاد الاوربي 
الذي شاخت حضارته ..
انا لست خبيرة فى السياسة و لا الاقتصاد انا مجرد فنانة تشكيلية مصرية شهدت الاحداث الاخيرة وتورطت فى القضية بدافع من الوطنية استقرأ الاحداث بعيون متابع بسيط ليس الا و اقيس 

نظرتى المحدودة على ما وقع الى علمى من  القوانين الكونية و السنن الاولى ..

ان ثبت صحة ما توقعت فاذكرونى عند مغيب الشمس .. :))







Monday, June 17, 2013

تشويش فى الارسال


هل كانت تلك المكالمة الهاتفية الطويلة التى لم اعيي منها نتيجة مربحة بهذا القدر من الاهمية بدرجة تجعلنى اخرج منتفضة الى الشرفة ابحث عن ارسال واضح للاستقبال؟
اذكر انى عندما لفحنى هواء الصيف الساخن على شاطئ البحر وانا فى مواجهه ذلك القصر قديم الطراز حديث العهد الذى انتصب امامي بقبواته الذهبية ممدداً بجبروت على رمال الشاطئ 
التفت ابحث عن مصدر ذلك الصوت المرتفع لموسيقى حسنة الذوق تصورت انه ابنى الكبير يستمع بمكبرات للصوت وكنت انوي ان ارفع طبقات صوتى للحد الاقصى حتى ينتبه فيخفض الصوت قليلاً الا انى عندما فتحت باب الغرفة وجدت امي تخرج من باب المطبخ تناوله طبقاً فيه طعام للغداء اخذه منها وبدأ فى التهامه سريعاً ادرت وجهى فحرارة الصيف تجعلنى لا اطيق رائحة الطعام !
مازلت احمل المحمول و احاول بكل تركيز ان اجمع خيوط المكالمة التى اصبحت افقد معظمها بتأثير من الضجيج و تشويش الارسال ..
سرت فى الممر الحجري الممهد بين الرمال اقترب من ساحة القصر الذى لا ادري لم اصبحت اسكنه فجأة من الداخل كان طرازه اقرب لجامع من العهد الاموي شديد النظافة جدرانه لامعة كانها طليت بالامس و اصبحت قادرة على تحديد مصدر الصوت انه فى قاعه فى اخر الساحة , المكان شديد الاناقة وانا ارتدي شبشب حمام على ثوب فضفاض فشعرت ببعض الارتباك بينما كنت افتح الباب على يمينى تتبعاً لمصدر الصوت كانت غرفة صغيرة بنافذة واحدة مشمسة و فراش غير مرتب لفرد واحد امامه على الحائط بجوار النافذة تيلفيزيون معلق يبث فيلم غنائي ستينى الحقبة ..
اغلقت الباب و صعدت درجتين او ثلاث ناحية الباب الكبير كان موارباً بعض الشئ و صوت الموسيقى مرتفعاً .. دخلت دون تردد بثقة شخص يتحرك داخل منزله كان العازف الوحيد يجلس امام البيانو يرتدى بدلة رمادية و ربطة عنق عريضة منهمك فى العزف , بجواره وقف رجل نحيف رمادى الشعر اجعده يرتدى ايضاً بدلة من نفس النوع مما اشعرنى بحرارة الصيف بدرجة مضاعفة كان يحمل كيس ورقى ممتلئ بالارز الني يأكل منه بأناقة تتناسب مع المكان ولا تناسب الموقف .. سألته بينما كان المحمول ما يزال على اذنى , هل يمكنك ان تخفض الصوت قليلاً ؟
نعم انا اسكن هنا !
لأ لست من افراد القصر و لا اعمل به , الا انى اسكن هنا بالفعل !
و استدرت خارجة بعد ان وعدنى بأدب جم انه سوف يخفض الصوت ,
كنت ارد بنعم .. ايوة .. اسمعك جيداً رغم ان اغلب الحديث كنت احزره صدفة !
خرجت من القاعه الكنسية الروح كان باب  الغرفة الصغيرة مفتوحاً .. بدت انها دعوة لى بالدخول و كان الفراش مرتب و مازال ذلك الفيلم يعرض اغنية احبها كثيراً 
شعرت بشمس الظهيرة تنكسر و تتطفلت نسمة عصاري من النافذة و الحت علي رغبة شديدة فى النوم لا ادري ان كانت هذة الغرفة هى استراحة لمدرب العزف ام غرفة الحارس ام انشأت من اجلي خصيصاً لاغفو بها ساعة ؟
كان الفراش بارداً و تحولت الاغنية الى استعراض راقص,
 سقط المحمول من يدي و انا اتمتم  .. نعم نعم اسمعك جيداً
استيقظت بعد ما يقرب من الساعة لابحث عن فردة الشبشب التى سقطت من قدمي بين الفراش و الحائط و مفاتيحى و الشخص الاخر على الخط ما زال يتحدث بحنقة شديدة 
خرجت مسرعة من الغرفة ابحث عن ارسال واضح, كنت اضع فردة الشبشب على اذني و المحمول فى اليد الأخرى واردد نعم .. نعم اسمعك جيدا! !